قصة "يوم العزاب" الذي أنعش مبيعات عمالقة التجارة الإلكترونية في الصين

أنعش "يوم العزّاب" مبيعات عمالقة التجارة الإلكترونية في الصين، هذا العام، مع منافسة حميمة من جانب منصات التجارة الرئيسية على تقديم خصومات أوسع على مدار الأسبوع الماضي. 

وتمكنت أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في البلاد، وهي شركة Alibaba، من تحقيق نمو على أساس سنوي خلال فترة مبيعات هذه المناسبة التي انتهت منتصف ليل السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني. كذلك الحال بالنسبة لمنافستها jd.com التي أبلغت عن تحقيق أرقام مبيعات "قياسية" هذا العام خلال مهرجان يوم العزاب.

يعد "يوم العزاب" مهرجان تسوق شهير بالبلاد، يتم خلاله الاحتفال من جانب الشباب العزاب. وتم اختيار تاريخ (11-11) للاحتفال بهذه المناسبة بالإشارة إلى دلالة الرقم "1" كإشارة للفرد الواحد.

مناسبة سنوية

تحوّل اليوم -الذي بدأ الاحتفال به بداية من العام 1993 بالبلاد- إلى مناسبة سنوية، حتى أن البعض يحدد يوم زفافه في تلك المناسبة في إشارة للتخلي عن "العزوبية".

وينظر لهذا الحدث باعتباره مقياس لثقة المستهلكين، على أنه حدث للتسوق عبر الإنترنت لمدة 24 ساعة، وذلك قبل أن تستغله منصات التجارة الإلكترونية ومتاجر التجزئة ليحولوه إلى أسابيع من العروض الترويجية احتفاءً بتلك المناسبة.

وهذا العام، وبينما يعاني الاقتصاد الصيني من جملة من التحديات، كانت التوقعات تشير إلى ضعف محتمل بمبيعات منصات التجارة الإلكترونية في "يوم العزاب" بينما اقتصاد البلاد يكافح من أجل التعافي، بحسب رويترز.

اقرأ أيضاً: ما الذي يعنيه تباطؤ الاقتصاد الصيني بالنسبة للاقتصاد العالمي؟

وكانت شركة Bain & Company قد ذكرت، في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن 77% من نحو ثلاثة آلاف شخص تم استطلاع آراءهم خططوا لإنفاق مبلغ أقل أو المبلغ نفسه في يوم العزاب مقارنة بالعام الماضي. 

منافسة.. وخصومات 

لكنّ المنصات قدّمت عروضاً وخصومات خاصة خلال الأسبوع الماضي من أجل تعزيز المبيعات، بما في ذلك شركة Alibaba التي مارست ضغوطاً على التجار من أجل تحقيق خفض كبير بالأسعار في هذه المناسبة، وذلك بعد إعلانها -قبيل المهرجان بأيام- عن تقديم 80 مليون منتج بخصومات أكبر.

ووفق محللين، فإن الخطوات التي اتخذتها Alibaba في هذا السياق، جاءت ضمن منافستها الحميمة مع  عددٍ من المنافسين الذين غيروا مشهد التجارة الإلكترونية في البلاد في السنوات القليلة الماضية من خلال بيع منتجات أقل تكلفة وبخصم على مدار العام.

شجعت تلك المنافسة المتنامية على خصومات أوسع ما بين 40% و50% خلال السنوات الماضية، باعتبارها نسب شائعة للخصم أخيراً. 

اقرأ أيضاً: ماذا لو أصبح الاقتصاد الصيني هو الأكبر في العالم .. هل سيهدد ذلك عرش الدولار؟

ومن بين أبرز السع التي باعتها Alibaba كانت الدراجات الهوائية، والتي قفزت بنحو 300 % خلال الساعة الأولى من المبيعات.

وتشير تقديرات عديد من الشركات الاستشارية إلى عودة نمو المبيعات النقدية عبر المنصات الإلكترونية إلى خانة العشرات لأول مرة منذ جائحة كورونا، لكن صورة المبيعات النهائية ستستغرق وقتا للظهور.

كما أنه من المتوقع أن تكون معدلات الإرجاع مرتفعة هذا العام، إذ يشتري المستهلكون المزيد من أجل الحصول على خصومات أكبر عند الدفع ثم يقومون بإرجاع العناصر التي لا يحتاجون إليها.